الحمل الكاذب، يعرف كذلك باسم الحمل الوهمي، أو الهستيري،
هو ظهور أعراض وعلامات سريرية أو دون سريرية مرتبطة بالحمل في حين أن المرأة لا تكون حاملًا في الواقع.
قد يكون الحمل الكاذب نفسيًا بالكامل في بعض الأحيان.
من المعتقد بشكل عام أن الحمل الكاذب ينتج عن تغيرات في جهاز الغدد الصماء في الجسم ما يؤدي لإفراز هرمونات تؤدي لتغيرات جسدية مشابهة لتلك التي تحدث في الحمل.
يعاني بعض الرجال من نفس المرض حين تكون زوجاتهم حامل (حمل تعاطفي)، وينتج ذلك ربما عن الفرمونات التي تزيد من مستوى الإستروجين، والبرولاكتين، والكورتيزول.
⭕أسباب الحمل الكاذب :
يعرف عالم الطب ظاهرة الحمل الكاذب منذ مئات السنين، مع أنها ظاهرة نادرة جداً، لكن في الاونة الأخيرة فقط بدأ الأطباء يفهمون الجوانب الجسدية والنفسية المسببة لهذه المسألة.
على الرغم من أن الأسباب المحددة لهذه الظاهرة غير معروفة حتى الان، الا ان الاطباء يعتقدون بأن العوامل النفسية يمكن أن تخدع الجسم مما يجعل الإنسان يعتقد بوجود الحمل.
* على سبيل المثال، عندما تتوق المرأة إلى الحمل، الحالة التي يمكن أن يكون سببها العقم، الاجهاض المتكرر، الاقتراب من "سن اليأس" أو بسبب الرغبة في الزواج، فان جسمها قد يظهر بعض أعراض الحمل مثل، الانتفاخ في البطن، ازدياد حجم الثديين وحتى الشعور بحركة الجنين في الرحم.
عقل المرأة يفسر هذه الأعراض، خطأ، على أنها علامات لوجود الحمل، ما يؤدي الى افراز هرمونات الحمل (مثل، هرمون الاستروجين والبرولكتين) التي تسبب ظهور أعراض الحمل الحقيقي.
* ويرى بعض الباحثين في هذا المجال أن الفقر، نقص التعليم، حدوث الاعتداء الجنسي في مرحلة الطفولة وكذلك المشاكل في العلاقة الزوجية - يمكن أن تشكل محفزا لحدوث أعراض الحمل الكاذب.
* من الجدير بالذكر، أن ظاهرة الحمل الكاذب لا تشبه الحالة التي تدعي فيها المرأة بأنها حامل لجني ربح معين من هذا الوضع، وحتى ليست مثل الحالة الذهانية للحمل الوهمي (كما يحدث لدى المرضى الذين يعانون من مرض انفصام الشخصية).
⭕أعراض وعلامات الحمل الكاذب :
النساء اللاتي يصبن بالحمل الكاذب، يعانين من غالبية أعراض الحمل الطبيعي "العادية"، بما في ذلك:
* توقف الدورة الشهرية، انتفاخ البطن، ازدياد حجم وحساسية الثديين، تغيرات في الحلمتين وتكون الحليب في الثديين، الشعور بحركة الجنين، الغثيان والقيء وزيادة الوزن.
* أعراض الحمل الكاذب هذه يمكن أن تستمر لبضعة أسابيع، لمدة تسعة أشهر وحتى لعدة سنوات.
نسبة صغيرة من حالات الحمل الكاذب تصل إلى غرفة الولادة مع ما يبدو وكأنه ألام المخاض، ولكن لا تحدث ولادة طفل.
⭕الفحوصات للكشف عن وجود الحمل الكاذب :
لتحديد ما إذا كانت المرأة تعاني في الواقع من الحمل الكاذب، يقوم الطبيب عادة بتقييم الأعراض لديها، يجري الفحص النسائي وفحص الموجات فوق الصوتية للرحم- الفحوصات التي تجرى خلال فترة الحمل الطبيعي بهدف الإحساس بالجنين ومشاهدته.
* في حالة الحمل الكاذب، لا يظهر الجنين على شاشة جهاز الموجات فوق الصوتية ولا تسمع دقات القلب ، ولكن، في بعض حالات الحمل الكاذب، قد يجد الطبيب بعض التغيرات التي تحدث أثناء الحمل الطبيعي، مثل تضخم الرحم وتليين عنق الرحم.
* من المهم الأخذ بالحسبان أن حالات طبية أخرى، بالإضافة إلى ظاهرة الحمل الكاذب، قد تؤدي لظهور أعراض تشبه أعراض الحمل، بما في ذلك:
الحمل خارج الرحم، السمنة المرضية وحتى السرطان.
* من أجل تحديد ظاهرة الحمل الكاذب، يجب على الطبيب أن ينفي، بواسطة الفحوصات، امكانية وجود أي من هذه الحالات.
⭕علاج الحمل الكاذب :
عندما تعتقد المرأة بأنها حامل، لا سيما إذا أستمر هذا الاعتقاد لعدة أشهر، يمكن الكشف عن خطأ اعتقادها هذا صعبا للغاية بالنسبة لها.
ولذلك، يجب على الطبيب أن يبلغها الخبر بلطف قدر الإمكان، وأن يقترح عليها تلقي الدعم النفسي، لتكون قادرة على التعافي من خيبة الأمل الناجمة عن ظاهرة الحمل الكاذب.
ويتم علاج الحمل الكاذب على مستويين:
** المستوى النفسي :
حيث يتم دعم المرأة نفسياً حتى تتخطى الصدمة الناتجة عن اكتشاف عدم حملها، وأيضاً لتتخطى المسببات النفسية للحمل الكاذب.
** المستوى الجسدي :
حيث تعطى المرأة جرعات هرمونية تنظم الدورة الشهرية لديها وتساعد في نزولها بشكل منتظم.
المصدر:
Giannini، AJ؛ Black، HR (1978). Psychiatric, Psychogenic, and Somatopsychic Disorders Handbook. Medical Examination Publishing.